فهم صعوبات التعلم عند الأطفال وكيفية مساعدتهم
مقدّمة
يتعلّم كلّ طفل بوتيرة مختلفة عن غيره، لذا فقد يعاني بعض الأطفال أثناء دراسة بعض الموضوعات أكثر من غيرهم، ومع ذلك فبالنّسبة لبعض الأطفال الآخرين يمكن أن تكون صعوبات التّعلّم تحدّيا مستمرّا يؤثّر على نموّهم الأكاديميّ والشّخصيّ، لذا فمن المهمّ بالنّسبة لكم كآباء ومقدّمي رعاية لأطفالكم فهم علامات صعوبات التعلم عند الأطفال، وكيفيّة مساعدتهم في التّغلّب على هذه التّحدّيات؟
اليوم وفي مقالنا هذا -قرّاءنا الكرام- سنناقش الأنواع المختلفة لصعوبات التعلم عند الأطفال، ونقدّم لكم نصائح حول كيفيّة دعم الأطفال الّذين يعانون من صعوبات التّعلّم.
أوّلا: أنواع صعوبات التعلم عند الأطفال
تشير صعوبات التّعلّم إلى مجموعة من اضطرابات النّموّ العصبيّ الّتي يمكن أن تعيق قدرة الطّفل على التّعلّم ومعالجته المعلومات بكفاءة، كما يمكن أن تؤدّي هذه الصّعوبات إلى الإحباط وقد تتسبّب بشعور الطّفل بالعجز أو الرغبة بالانسحاب من الدّراسة.
وتشمل الأنواع الشّائعة لصعوبات التعلم عند الأطفال:
صعوبة القراءة، والحساب، والكتابة، واضطرابات المعالجة السّمعيّة والبصريّة، واضطرابات التّعلّم غير اللّفظيّ.
إنّ صعوبات التعلم عند الأطفال إنّما هي مشاكل معالجة تعتمد على الجهاز العصبيّ، ويمكن أن تتداخل مع قدرة الطّفل على التّعلّم
وأدائه مهامّ محدّدة.
وثمّة عدّة أنواع من صعوبات التّعلّم، وسنذكر لكم منها:
1- صعوبة القراءة: وتتمثّل باضطراب في القراءة يؤثّر على قدرة الطّفل على التّعرّف على الكلمات وفكّ تشفيرها.
2- صعوبة الحساب: يمثّل هذا اضطرابا في الرّياضيات يؤثّر على قدرة الطّفل على فهم الأرقام والعمل بها.
3- صعوبة الكتابة: إنّها اضطراب في الكتابة يؤثّر على قدرة الطّفل على الكتابة بشكل متماسك ومقروء.
4- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: ويمثّل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه حالة تؤثّر على قدرة الطّفل على التّركيز والتّحكّم في سلوكه.
5- اضطراب طيف التّوحّد: إنّه اضطراب في النّمو يؤثّر على مهارات التّواصل والتّفاعل الاجتماعيّ لدى الطّفل.
ومن الجدير بالذّكر أنّه قد يواجه الأطفال الّذين يعانون من صعوبات التّعلّم أيضا تحدّيات عاطفيّة وسلوكيّة، مثل:
القلق والاكتئاب، وتدنّي احترام الذّات، ونقص الحافز، لذا فمن الضّروريّ بمكان التّعرّف على علامات صعوبات التعلم عند الأطفال، وطلب المساعدة المهنيّة لتحديد الصّعوبات الأساسيّة ومعالجتها، لأنّه يمكن أن يساعدكم التّدخّل المبكّر والدّعم المناسب الأطفال الّذين يعانون من صعوبات التّعلّم في الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة والنّجاح أكاديميّا واجتماعيّا.
ثانيا: علامات صعوبات التعلم عند الأطفال
يمكن أن تظهر صعوبات التعلم عند الأطفال بعدّة طرق، تتضمّن بعض العلامات الشّائعة الّتي يجب البحث عنها؛ صعوبة في إتقان مهارات القراءة أو التّهجئة أو الكتابة أو الرّياضيّات المناسبة للعمر، وصعوبة اتّباع التّعليمات، وضعف الذّاكرة، ومشاكل الانتباه، وصعوبة معرفة الوقت، وصعوبة البقاء منظّما.
قد لا يبدو على الأطفال الّذين يعانون من صعوبات في التّعلّم خصوصا من واحدة أو أكثر من هذه الصّعوبات عندما لا يتأثّر ذكاؤهم العامّ ودوافعهم، لذا فمن الضّروريّ التّعرّف على علامات صعوبات التعلم عند الأطفال مبكّرا، وطلب المساعدة المهنيّة اللّازمة لتقديم الدّعم لهم والتّدخّل المناسب لمساعدة الطّفل في التّغلّب على تحدّياته.
من المهمّ التّعرّف على علامات صعوبات التّعلّم لدى الأطفال في وقت مبكّر لتقديم الدّعم والتّدخّل اللّازمين، وفيما يلي بعض العلامات
الشّائعة الّتي تشير إلى أنّ الطّفل قد يواجه صعوبة في التّعلّم، وهي:
1- صعوبة في القراءة أو الكتابة أو الرّياضيّات.
2- صعوبة اتّباع التّعليمات أو الانتباه في الفصل.
3- الطّفل يكافح لتنظيم أفكاره.
4- صعوبة في المهارات الحركيّة الدّقيقة، مثل: إمساك قلم رصاص أو مقصّ.
5- التّحدّيات الاجتماعيّة والعاطفيّة، مثل: صعوبة تكوين صداقات أو إدارة العواطف.
يمكنك أن تقرأ هذه المقالة حول 7 أساليب تعلم، وكيفية دمجها في تدريسك.
ثالثا: نصائح لمساعدة الأطفال الّذين يعانون من صعوبات التّعلّم
إذا كنت تشكّ في أنّ طفلك أو أحد طلّابك يواجه صعوبة ما في التّعلم، فمن المهمّ أن تطلب المساعدة المهنيّة من مقدّم رعاية صحّيّة أو اختصاصيّ تعليميّ، وفيما يلي نسرد لكم بعض النّصائح التي يمكن أن تساعدكم في دعم الأطفال الّذين يعانون من صعوبات في التّعلّم:
1- خلق بيئة داعمة: قد يعاني الأطفال الّذين يعانون من صعوبات في التّعلّم من تدنّي احترام الذّات، ويشعرون بالإحباط بشأن أدائهم الأكاديميّ، لذا فمن المهمّ خلق بيئة داعمة ومشجّعة تركّز على نقاط قوّتهم وقدراتهم.
2- استخدام تقنيّات التّدريس متعدّدة الحواس: قد يستفيد الأطفال الّذين يعانون من صعوبات في التّعلّم من تقنيّات التّدريس متعدّدة الحواس والّتي تتضمّن إشراك حواسّ متعدّدة، مثل: (البصر والسّمع واللّمس) لتعزيز التّعلّم، فعلى سبيل المثال:
يمكن أن يساعد استخدام البطاقات التّعليميّة والألعاب والأنشطة العمليّة في تعزيز المفاهيم وجعل التّعلّم أكثر إمتاعا لديهم.
اقرأ أيضا عن طرق تحسين أداء الطلاب في دراستهم
3- تقديم دعم إضافيّ: قد يستفيد الأطفال الّذين يعانون من صعوبات في التّعلّم من دعم إضافيّ، مثل: الدّروس الخصوصيّة، أو البرامج التّعليميّة المخصّصة، تحدّث إلى مقدّم الرّعاية الصّحّيّة لطفلك أو المعلّم لتحديد الدّعم الإضافيّ الّذي قد يكون ضروريّا.
4- تقسيم المهامّ إلى خطوات أصغر: قد يصبح الأطفال الّذين يعانون من صعوبات التّعلّم غارقين في المهامّ المعقّدة، لذا يمكن أن يساعدهم تقسيم المهامّ إلى خطوات أصغر وأكثر قابليّة للإدارة في جعل التّعلّم أكثر قابليّة للتّحقّق.
5- التّشجيع على الدّعوة الذّاتيّة: شجّع طفلك على التّحدّث عن نفسه وطلب المساعدة عند الحاجة، يمكن أن يساعدهم ذلك في بناء الثّقة وتحمّل مسؤوليّة تعلّمهم.
يمكن أن تكون مراقبة وملاحظة الطّفل أو الطّالب الّذي يواجه صعوبات أمرا بالغ الأهميّة في مساعدتهم على التّغلّب على تحدّياتهم، فمن خلال الاهتمام بسلوك الطّفل، يمكن للمدرّسين ومقدّمي الرّعاية تحديد الأنماط اللّازمة، وتقييم فعاليّة الاستراتيجيّات الّتي يستخدمونها لدعم تقدّم الطّفل.
الخاتمة:
يمكن أن تمثّل صعوبات التعلم عند الأطفال تحدّيّا مستمرّا لبعضهم، ولكن من جهة أخرى مع الدّعم والتّدخّل المناسبين، يمكنكم التّغلّب على هذه التّحديّات وتحقيق النّجاح الأكاديميّ لهم، فمن خلال التّعرّف على علامات صعوبات التعلم عند الأطفال وتوفير بيئة داعمة ومشجّعة لهم، يمكن للوالدين ومقدّمي الرّعاية مساعدة أولئك الأطفال الّذين يعانون من صعوبات التّعلّم على التّحسّن، ولنتذكّر أنّ كلّ طفل يتعلّم وفقا لسرعته الخاصّة، فباستخدام الأدوات والموارد المناسبة، يمكن لكلّ طفل تحقيق إمكاناته الكاملة.