نظرية منحنى التعلم وتطبيقاتها
مقدّمة:
تخيّل أنّك قد بدأت للتوّ في لعب لعبة فيديو جديدة اكتسبت شعبيّة هائلة مؤخّرًا، أنت الآن متحمّس للانضمام إلى مجتمع اللّاعبين وبدء رحلتك، ولكنك ومع ذلك عندما تبدأ في اللّعب، ستجد صعوبة في إكمال المستوى الأوّل، فأنت تقضي ساعات في محاولة اكتشاف عناصر التّحكّم والاستراتيجيّات والتّقنيّات لتجاوز المستوى الأساسيّ، ولهذا السّبب فإنّك تستمرّ في الفشل، وهنا تبدأ في التّساؤل عمّا إذا كنت قد اتّخذت القرار الصّحيح بالانضمام إلى هذه اللّعبة، ولكنّك مع استمرار اللّعب، سرعان ما ستبدأ في ملاحظة أنّك قد بدأت تتحسّن، وهذا التّحسّن هو بالفعل ما يسمى نظرية منحنى التّعلّم.
أهلا بكم زوّار مدوّنتنا الكرام واليوم في مقالنا هذا، سوف نتعمّق أكثر في نظرية منحنى التعلم وتطبيقاتها، وسوف نستكشف كيف يمكن استخدام النّظرية لتحسين الأداء والإنتاجيّة في التّعليم؟
ولهذا السّبب فإنّك تستمرّ في الفشل، وهنا تبدأ في التّساؤل عمّا إذا كنت قد اتّخذت القرار الصّحيح بالانضمام إلى هذه اللّعبة، ولكنّك مع استمرار اللّعب، سرعان ما ستبدأ في ملاحظة أنّك قد بدأت تتحسّن، وهذا التّحسّن هو بالفعل ما يسمى نظرية منحنى التّعلّم.

ما هي نظرية منحنى التعلم؟
تمّ تقديم نظرية منحنى التعلم، المعروفة أيضا باسم نظرية منحنى الخبرة، لأوّل مرّة من قبل عالم الطّيران “تيودور بول رايت” وهو باحث في شركة لوكهيد للطّائرات، وذلك في عام 1936، حيث لاحظ رايت أنّه مع تضاعف عدد الطّائرات المنتجة، بأنّه قد انخفض متوسّط الوقت اللّازم لإنتاج كلّ وحدة بنسبة ثابتة، حيث أدّت هذه الظّاهرة إلى استنتاج رايت بأنّ انخفاض وقت الإنتاج كان بسبب تراكم الخبرة، والتّعلّم من قبل العمّال.
لذا تقترح نظرية منحنى التعلم أنّه كلّما زاد أداؤك لمهمّة معيّنة، كلّما زادت كفاءتُكَ في تنفيذ هذه المهمّة، وتنصّ على أنّ التّعلّم عمليّة مستمرّة، وعمليّة تكراريّة، فمع كلّ تفاعل منك فإنّك ستكتسب رؤى جديدة وتحسّن من أدائك، وعلى الرّغم من تقديم هذه النّظرية لأوّل مرّة وتطبيقها في الصّناعة التّحويليّة، فإنّه يمكن تطبيق نظريّة منحنى التعلم في العديد من المجالات الأخرى، مثل: الرّعاية الصّحّيّة، والتّعليم، والرّياضة.
ففي الرّياضة مثلا: لقد تمّ استخدام نظرية منحنى التعلم لشرح كيف يكون بعض الرّياضيّين أكثر أداء من غيرهم، فمن المرجّح أن يحسّن الرّياضيّون الّذين يمارسون تمرينا مستمرّا ويتدرّبون عليه، ويتلقّون الملاحظات أدائهم فيحققّون نتائج أفضل في الرّياضة الّتي يمارسونها.
وفي التّعليم -وهو محور حديثنا- فإنّ نظرية منحنى التعلم لها العديد من الآثار الهامّة في تصميم وبناء المناهج وتحسين النّتائج، حيث تقترح هذه النّظرية أيضا أنّه من خلال الممارسة المتكرّرة وردود الفعل عليها، فإنّه يمكن للطّلّاب تحسين أدائهم، وفهم المفاهيم الصّعبة، وإتقان مهارة معيّنة، وللتّوضيح نعطيك مثالاً: ففي تعلّم اللّغة من المرجّح أن يحسّن الطّلّاب الّذين يمارسون التّحدّث والكتابة بانتظام من كفاءتهم في اللّغة بمرور الوقت، والموادّ الأخرى لا تختلف عن اللّغة.
اقرأ أيضا عن التعليم النشط ما هو وكيف نستفيد منه في التدريس
منحنى التّعلّم في التّعليم:
إنّ لنظرية منحنى التعلم آثار كبيرة على التّعليم والتّدريس، حيث يمكن للمدرّسين استخدام هذه النّظرية لتصميم موادّ وأنشطة تعليميّة تعزّز من التّعلم وتحسّن من أداء الطّلّاب، حيث يمكنهم أيضا استخدام النّظريّة لتقديم ملاحظات للطّلّاب ومساعدتهم على تحديد المجالات الّتي يحتاجون إلى تحسينها.
إنّ إحدى الطّرق الّتي يمكن للمدرّسين من خلالها استخدام نظرية منحنى التعلم هي بتزويد الطّلّاب بفرص للممارسة المتكرّرة والتّغذية الرّاجعة، فمن خلال منح الطّلّاب فرصا متعدّدة لممارسة مهارة أو مفهوم معيّن يمكن للمدرّسين مساعدتهم على تحسين أدائهم وتحقيق الإتقان المطلوب، كما يمكن للمدرّسين أيضا استخدام النّظرية لتصميم التّقييمات التّكوينيّة الّتي تقدّم تغذية راجعة للطّلّاب حول تقدّمهم والّتي ستساعدهم دون شكّ في تحديد المجالات الّتي يحتاجون إلى تحسينها.إنّ إحدى الطّرق الّتي يمكن للمدرّسين من خلالها استخدام نظرية منحنى التعلم هي بتزويد الطّلّاب بفرص للممارسة المتكرّرة والتّغذية الرّاجعة، فمن خلال منح الطّلّاب فرصا متعدّدة لممارسة مهارة أو مفهوم معيّن يمكن للمدرّسين مساعدتهم على تحسين أدائهم وتحقيق الإتقان المطلوب، كما يمكن للمدرّسين أيضا استخدام النّظرية لتصميم التّقييمات التّكوينيّة الّتي تقدّم تغذية راجعة للطّلّاب حول تقدّمهم والّتي ستساعدهم دون شكّ في تحديد المجالات الّتي يحتاجون إلى تحسينها.

وبالإضافة إلى ذلك يمكن للمدرّسين استخدام نظرية منحنى التّعلّم لتخصيص التّعلّم للطّلاب الفريدين، من خلال فهم منحنى التّعلّم الفريد لكلّ طالب، حيث يمكن للمدرّسين تصميم التّعليمات لتلبية احتياجاتهم، ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم التّعليميّة، فعلى سبيل المثال: قد يوفّر المعلّم فرص تدريب إضافيّة للطّالب الّذي يعاني مع مفهوم معيّن، بينما يتحدّى الطّالب الّذي أتقن ذلك المفهوم بالفعل بمهامّ أكثر تقدّما.
كما ويمكن للوالدين أيضا استخدام نظرية منحنى التعلم لفهم كيفيّة تعلّم أطفالهم بشكل أفضل ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم التّعليميّة، فمن خلال مراقبة أداء أطفالهم بمرور الوقت يمكن للوالدين أيضا تحديد المجالات الّتي يتحسّن أبناؤهم فيها، وكذلك تحديد المجالات الّتي يحتاجون إلى دعم إضافيّ فيها، كما يمكنهم أيضا توفير فرص لأطفالهم لممارسة وتلقّي التّعليقات لمساعدتهم على تحسين أدائهم وتحقيق الإتقان.
وبناء على ما سبق نخلص للقول:
تعتبر نظرية منحنى التعلم أداة قيّمة للمعلّمين وأولياء الأمور على حدّ سواء، وذلك إذا تمّ فهم كيفيّة حدوث التّعلّم واستخدام النّظريّة لتصميم تعليميّ محدّد ضمن السّياق التّعليميّ الكبير.
هل ترغب بزيارة مقالنا الذي يتحدث عن إيجابيات التعلم عن بعد وتحدياته؟
والآن كمدرّس كيف يمكنك استخدام منحنى التعلم؟
بصفتك مدرّسا فإنّه يمكن أن يساعدك فهم نظرية منحنى التعلم في تصميم موادّ وأنشطة تعليميّة فعّالة تعمل على تحسين أداء طلّابك، وفيما يلي بعض النّصائح والأمثلة حول كيفية استخدام نظرية منحنى التّعلّم في تدريسك:
1- توفير فرص لممارسة متكررة للنّشاط التّعليميّ:
يحتاج الطّلّاب إلى وقت لفهم شيء ما تماما، وكذلك يحتاجون جهدا لممارسة مهارة أو مفهوم معيّن حتّى يتمكّنوا من إتقان هذا الموضوع أو تلك المهارة المعيّنة، فبصفتك مدرّسا يمكنك تزويد طلّابك بأنشطة تدريبية تزداد تدريجيّا في الصّعوبة أثناء تقدّمهم.
وعلى سبيل المثال: إذا كنت تقوم بتدريس مفهوم في الرّياضيّات، فيمكنك البدء بالمشكلات الأساسيّة، وزيادة تعقيد المشكلات تدريجيّا حيث يُظهر الطّلّاب بعض التّقدّم.
2- التّقييم الدّائم لنتائج تقدّم الطّلّاب:
توفّر التّقييمات ملاحظات للطّلّاب حول تقدّمهم وتساعدهم في تحديد المجالات الّتي يحتاجون إلى تحسينها، لذا فبصفتك مدرّسا يمكنك استخدام التّقييمات لقياس مدى فهم الطّلّاب وتخصيص التّعليمات لتلبية احتياجاتهم.
فعلى سبيل المثال: يمكنك استخدام الاختبارات القصيرة أو التّجريبيّة، أو حتّى تكليفهم بكتابة الواجبات لتقييم فهم الطّالب وتعديل طريقة التّدريس وفقا لذلك.
3- إضفاء الطّابع الشّخصيّ على أسلوب التّدريس الخاصّ بك:
يتمتّع كلّ طالب بقدرات تعليميّة فريدة، وبالتّالي فإنّ منحنى التّعلّم لديه سيكون مختلفا، ويقع دورك كمدرّس بتكييف التّدريس الخاصّ بك لتلبية احتياجاتهم، فمن خلال فهم قدرات كلّ طالب ومنحنى التّعلّم لديه، فإنّه يمكنك توفير فرص لمنحه ممارسة إضافيّة، أو إعطائه مهامّ أكثر تحديّا حسب ما تدعو الحاجة.
فعلى سبيل المثال: يمكنك تقديم مستويات مختلفة من الأنشطة أو تعيين موادّ قراءة مختلفة بناء على قدرة الطّالب.

4- تقديم التّغذية الرّاجعة:
تقديم التّعليقات ضروريّ لتعلّم الطّلّاب، فبصفتك مدرّسا يمكنك تقديم الملاحظات التي تساعد الطّلّاب على تحسين أدائهم، قدّم ملاحظات محدّدة تسلّط الضّوء على ما قام به الطّلّاب جيّدا والمجالات الّتي يحتاجون فيها إلى التّحسين، فعلى سبيل المثال: إذا كان الطّالب يعاني من مفهوم معيّن، فيمكنك تقديم ملاحظات مستهدفة وأنشطة تدريب إضافيّة لمساعدتهم على التّحسّن.
خاتمة:
إنّ نظرية منحنى التعلم هي نظرية تتحدّث عن كيفية تطوّر المهارات والقدرات لدى الفرد مع الوقت والتّدريب وتكرار تنفيذ المهمّة، فبمجرّد أن يفهم المرء هذه النّظريّة، فسيمكنه تحسين أسلوب التّعلّم الخاصّ به وزيادة فعاليّته، ومن المؤكّد أن يجعل تكرار المهمّة التّعليميّة الطّلّاب أكثر ثقة ومعرفة، ممّا سيؤدّي في نهاية المطاف إلى عمليّات تعلّم أكثر كفاءة وسرعة.