إيجابيات التعلم عن بعد وتحدياته
قد يبدو التّعلّم عن بعد كمفهوم محيّرا في البداية، ولكنّه بسيط جدّا وفعّال إذا ما تمّت إدارته بشكل صحيح، فبالنّسبة لبعض الطّلّاب فقد يكون هذا هو النّوع الصّحيح من التّعليم، وفي بعض الأحيان فإنّه يتمّ خلق بعض الحواجز أمام تنفيذه بفعاليّة. لذا ففي هذه المقالة، فسنتحدّث عن إيجابيات التعلم عن بعد تاريخه والتّحدّيات الّتي تكتنفه، وكيفيّة التّغلّب على هذه التّحدّيات في مدرستكم أو مؤسّستكم.
ما هو التعلّم عن بعد أو التّعلّم عبر الإنترنت؟
إنّ التّعلّم عن بعد يسمّى التّعلّم عبر الإنترنت أو التعلّم عن بعد، وهو طريقة حديثة للتّعلّم لا يكون فيها المعلّمون والطّلّاب في نفس المكان، وعلى الرّغم من وجود اختلاف بين التّعلّم عبر الإنترنت والتّعلّم عن بعد حيث الخطّ الفاصل بينهما غير واضح، ولكنّه في الغالب يتمّ استخدامهما معا للإشارة إلى التّعلّم غير الماديّ وجها لوجه، إلّا أنّهما يعتمدان بشكل أساسيّ على التقنيّة الحديثة لتسهيل التّواصل بين الطّلّاب و المعلّمين.
والاعتقاد الخاطئ الشّائع لدى معظم النّاس هو أنّهم يعتقدون أنّ التّعلّم عن بعد هو دراسة ذاتيّة أو تعليم غير أكاديميّ، ولكنّ الحقيقة هي أنّ التّعلّم عن بعد يتمّ من خلال المعاهد والمدارس، وبسبب جائحة COVID-19 فقد تمّ استخدام هذا المفهوم التّعلّم عن بعد في العديد من المدارس والجامعات في جميع أنحاء العالم.
إيجابيات التعلم عن بعد: التّاريخ والمستقبل:
مهما بدا التّعلم عن بعد مثيرا للجدل إلّا إنّ التّعلّم عن بعد كمصطلح ليس مفهوما جديدا كما يعتقد الكثيرون، فقد عادت المحاولات الأولى للتّعلّم عن بعد أو التّعليم عن بعد في عام 1728 إلى كاليب فيلبيس، وهو مدرّس لطريقة جديدة للكتابة الرّمزية، حيث كان يعلّم طلّابه من خلال الدّروس الأسبوعيّة بالبريد، وهذه هي المحاولة الأولى للتّعليم والتّثقيف عن بعد.
ولكنّ البعض الآخر يجادل بأنّ أوّل طريقة للتّعلّم عن بعد بالمعنى الحديث تعود إلى أربعينيّات القرن التّاسع عشر من قبل السّير إسحاق بيتمان، حيث قام بتعليم طلّابه نظام الكتابة المختصرة، وكان يتلقّى إجاباتهم ونصوصهم من طلّابه مرّة أخرى للتّصحيح.
ثمّ بدأ هذا المفهوم في إثبات كفاءته حتّى تمّ تأسيس أوّل تعليم عن بعد في المملكة المتّحدة عام 1894، على يد وولسي هول، أكسفورد.
حيث تمّ اعتماد التّعلّم عن بعد فقط في التّعليم العالي من قبل الجامعات والمؤسّسات، ولكنّ هذا لم يعد كما هو عليه الحال الآن، حيث تسبّبت جائحة Covid-19 في إغلاق المدارس في جميع أنحاء العالم فانتقل الجميع إلى التّعلّم عبر الإنترنت وإلى التّعلّم عن بعد.
نعم لقد طوّرت التّقنيّة العديد من القطاعات، والتّعليم ليس استثناء بالتّأكيد، فقد تمّ تطوير العديد من الأدوات والتّقنيّات لتمكين التّعلّم عبر الإنترنت، وتعزيز إيجابيات التعلم عن بعد، ومن ذلك منصّات MOOCs الّتي تطوّرت إلى أنظمة إدارة المدارس الذّكيّة والحرم الجامعيّ عبر الإنترنت.
ثمّ إنّ العديد من المدارس، وحتّى بعض الشّركات، لم تكن مستعدّة للإغلاق المفاجئ أثناء الوباء العالميّ، ولم تكن جاهزة لأسلوب التّعلّم عن بعد الّذي يكلّفها الكثير، لذا فمن المهمّ أن تظلّ متيقّظا ومستعدّا إذا ما حدث أيّ شيء حتّى تتمكّن مدرستك من الاستمرار، فلن يحدث هذا إذا لم يكن لديكم نظام قويّ في المكان، لقد أصبح من الضّروريّ أن يكون لديكم نظام إدارة المدارس، اقرأ هذا المقال: أهمّ 7 أسباب توجب على المدارس استخدام نظام إدارة الطّلّاب فإذا ما كنت تريد أن تعرف كيف يساعدك نظام إدارة المدرسة على أن تكون أكثر كفاءة واستعدادا.
وبناء عليه تقدّم لك شمس نظاما قويّا يعمل على إنشاء إطار عمل سلس لمدرستك لمباشرة العمل باستعمال التّقنيّة، وتبسيط جميع عمليّاتك ومساعدتك أنت وموظّفيك على أن تكونوا منتجين وفعّالين، لم لا تكتشف مزايا شمس الآن!
فوائد وإيجابيّات التّعلّم عن بعد:
إنّ إيجابيات التّعلّم عن بعد كثيرة وكذلك مزاياه، ولا نغفل بعض التّحديّات، حيث يفضّل بعض المعلّمين والطّلّاب التّعلّم وجهاً لوجه، ويفضّلون التّعليم التّقليديّ القائم على الفصول الدّراسيّة، ولكنّ الأجيال الجديدة هم خبراء حقيقيّون في التّقنيّة، ويقضون معظم طفولتهم ومراهقتهم مع التّقنيّة الّتي تتوفّر في متناول أيديهم والّتي غيّرت تصوّرهم وسهلّت عليهم تعلّم أشياء جديدة، ولسوء الحظّ يفتقد بعض المدرّسين ومديرو المدارس لهذه النّقاط، ولا يزال عدد لا بأس به من المدارس يستخدم الأوراق لإثبات الحضور والغياب وغير ذلك مع الأسف.
فوائد وإيجابيّات التّعلّم عن بعد:
إنّ إيجابيات التّعلّم عن بعد كثيرة وكذلك مزاياه، ولا نغفل بعض التّحديّات، حيث يفضّل بعض المعلّمين والطّلّاب التّعلّم وجهاً لوجه، ويفضّلون التّعليم التّقليديّ القائم على الفصول الدّراسيّة، ولكنّ الأجيال الجديدة هم خبراء حقيقيّون في التّقنيّة، ويقضون معظم طفولتهم ومراهقتهم مع التّقنيّة الّتي تتوفّر في متناول أيديهم والّتي غيّرت تصوّرهم وسهلّت عليهم تعلّم أشياء جديدة، ولسوء الحظّ يفتقد بعض المدرّسين ومديرو المدارس لهذه النّقاط، ولا يزال عدد لا بأس به من المدارس يستخدم الأوراق لإثبات الحضور والغياب وغير ذلك مع الأسف.
وفيما يلي بعض الحقائق السّريعة حول إيجابيات التعلم عن بعد والتّعلّم عبر الإنترنت في العديد من المدارس:
- زيادة بنسبة 10٪ في عدد الطّلّاب المسجّلين عبر الإنترنت.
- 60٪ من الطّلّاب يوافقون بشدّة على استخدام التّعلّم المتنقّل.
- أشار 74٪ من مديري المدارس إلى أنّ التّقنيّة قد خفضت بالفعل عبء العمل.
فيما يلي بعض فوائد وإيجابيّات التّعلّم عن بعد:
- إمكانيّة الوصول:
يعمل التّعلّم عن بعد على تعزيز الموارد وإمكانيّة الوصول إلى التّعلّم من خلال توسيع الوصول إلى جهود التّدريس الخاصّة بكم لتكونوا على الإنترنت حتّى يتمكّن الطّلّاب الّذين لا يمكنهم التّواجد معكم شخصيّا في الفصل الدّراسيّ من متابعة الموادّ والمناهج الدّراسيّة بشكل مستمرّ. - التّواصل المريح:
يشعر العديد من الطّلّاب بالقلق أو حتّى الخجل من طرح الأسئلة، وقد يتخطّون مفهوما أو موضوعا لمجرّد خوفهم من طرح الأسئلة أو الخجل الّذي يكتنف طبيعتهم، ولدى تنظيم طريقة التّدريس ونظام التّعلّم الّذي تحدّده لمدرستك، يجب أن تأخذ كلّ هذه الشّخصيّات بعين الاعتبار، حيث من إيجابيات التعلم عن بعد والتّعلّم عبر الإنترنت هو أنّه يجعل بشكل عامّ الاتّصال أكثر راحة لطرح الأسئلة أو طلب توضيح بعض الموضوعات، والتّواصل عبر نظام الدّردشة أو مؤتمرات الفيديو. - المرونة:
يوفّر التّعلّم عن بعد قدرا كبيرا من المرونة لكلّ من المعلّمين والطّلّاب، حيث يمكّن أيّ طالب يعاني من إعاقة أو مرض من مواكبة أقرانه، وعدم تركه وراءهم، ويوفّر التّعلّم عن بعد أيضا للمدرّسين بعض المرونة في تحديد مواعيد الدّروس والامتحانات. - توفير الوقت:
إنّ من إيجابيات التعلم عن بعد أنّه يوفّر الوقت الّذي يستغرقه الطّلّاب في التّنقّل كلّ يوم من المدرسة وإليها، حيث يساهم بصقل مهارات الطّلّاب في إدارة الوقت والتّواصل، فمن السّهل أيضا على الآباء المتابعة مع أطفالهم.
موضوع شائع في التّعليم قد يكون مثيرا للاهتمام بالنّسبة لك هو التّلعيب وتأثيره في التّعليم، ولماذا هو مهمّ، وكيفيّة دمجه في التّعلّم الخاصّ بك، كلّ هذا وأكثر تجدونه في هذه المقالة، التّلعيب في التّعليم: النّظرية والتّطبيق.
بعد الحديث عن إيجابيات التعلم عن بعد، ما هي تحدّياته؟
وحتى نكون موضوعيّين فلا نبالغ في تقدير إيجابيات التعلم عن بعد، فإنّنا نقول: إنّه ينطوي أحيانا على بعض التّحديّات الّتي يجب معالجتها والتّفكير فيها، وبعضها يمثّل تحديّا كبيرا للمعلّمين، والبعض للآباء.
- الإلهاء:
إدارة بيئة التّعلّم عن بعد ليست بالأمر السّهل، لأنّه يتعيّن عليك التّعامل مع بعض التّحديّات المتعلّقة بالأدوات والتّقنيّة الّتي تستخدمها، وأحدها هو الإلهاء، تحتاج إلى تثقيف طلّابك حول كيفيّة الاستمرار في التّركيز، واستخدام الأدوات الّتي تزيد من أدائهم وتعزّز إنتاجيّتهم. - من الصّعب المتابعة:
المتابعة مع الطّلّاب عبر الإنترنت أو من مسافة بعيدة يمكن أن تكون مهمّة صعبة للمعلّمين، وستحتاج إلى المتابعة بانتظام لمعرفة المشكلات الّتي يواجهونها، وما إذا كان لدى الطّلّاب أيّ نقص في التّقنيّة، فقد تقضي أيضا بعض الوقت والجهد لتعريف الطّالب بالأدوات الّتي يستخدمها. - الاتّصال المتأخّر وغير المتزامن: نتّفق جميعا على أنّ التّواصل أمر حيويّ في أي عمليّة تعلّم، وهو مهمّ بشكل متزايد في حالة التّعلّم عن بعد، حيث يجب أن تكون الاتّصالات فوريّة ومتزامنة، ليتمكّن كلّ من المعلّمين والطّلّاب من المشاركة في التّعلّم والتّعليم النّشط على الرّغم من أنّ التّعلّم عن بعد يوفّر إطارا جيّدا ومريحا لبعض الطّلّاب، إلّا أنّه قد يكون صعبا بالنّسبة لبعض الطّلّاب الآخرين، لذا ننصحك بوضع بعض قنوات الاتّصال المباشر وفق جدول زمنيّ محدّد.
- المشاركة:
تجعل طبيعة التّعلّم عن بعد من الصّعب على المعلّمين إشراك الطّلّاب، حيث يجب عليك التّأكّد من تفاعل طلّابك معك ومع أقرانهم بطريقة تعزّز تعلّمهم، ما رأيك أن تقرأ هذه المقالة: 3 طرق لتحسين أداء الطّلّاب، في حال إذا ما كنت تريد معرفة كيفيّة زيادة مشاركة الطّلّاب وأدائهم.
أفكار أخيرة:
بعد الحديث عن إيجابيات التعلم عن بعد والتّعليم عبر الإنترنت عموما يمكننا القول: إنّهما المستقبل الحقيقيّ بالنّسبة للمدارس، ذلك لإنّنا نعيش في وقت غير مسبوق، فيمكن أن يحدث أيّ شيء وفي أيّ وقت، لذا فمن الأفضل أن نكون مستعدّين لأيّ موقف طارئ، فالتعلّم عن بعد كما أصبحنا نعلم له فوائد كثيرة كما أنّه يأتي مع بعض التّحديّات، فإذا ما تمكّنّا من التّغلّب عليها، فسوف نتفاجأ بنتيجة مبهرة لتقنيّة التّعلّم هذه.