أساليب التعليم والتعلم: تعرف على أنماط التعلم السبعة

لا يوجد نمط واحد يناسب الجميع ضمن أساليب التعليم والتّعلم، حيث يختلف كلّ طالب في قدراته التّعليميّة، ما يفرض أن يكون لكلّ طالب نوع مختلف من الاهتمام، لذا يمكننا القول: إنّه لا توجد طريقة واحدة لتعلّم شيء ما.
ولهذا يجب أن يتعلّم المعلّمون وكذلك أولياء الأمور كيفيّة تعلّم طلّابهم وأطفالهم، وما الّذي يثير اهتمامهم؟ وما هو نمط ذكائهم؟ لأنّ هذا كلّه سيعطيهم فكرة أفضل عن أساليب التّعليم والتّعلّم الأنسب لأطفالهم.
فبعض الأطفال يتمتّعون بأسلوب التّعلّم المرئيّ وينجذبون له، بينما قد يكون لدى البعض الآخر منهم تفضيلات تعلّم سمعيّة أو لفظيّة، ولكلّ منهم أسلوب التّعلّم الخاصّ به، والّذي يمكنهم من خلاله اختيار الموضوعات بسهولة.
في هذه المقالة سوف نتحدّث عن نظرية الذّكاءات المتعدّدة، وعلاقتها بأنواع التّعلّم المختلفة، ولم يجب عليكم تنويع أساليب التّعليم والتّعلّم لاستيعاب أنماط التّدريس المختلفة.
أولا: نظرية الذّكاءات المتعدّدة
يقترح الدكتور “هوارد جاردنر” عالم النفس بجامعة هارفار نظرية الذّكاءات المتعدّدة، وقد اشتهر بأطروحته حول الذّكاءات المتعدّدة، وهو الآن أستاذ الإدراك والتّعليم في كليّة هارفارد للتّربية بجامعة هارفارد.
يمكننا عادة تعريف الذّكاء على أنّه المقدرة على التّفكير الإبداعيّ وحلّ المشكلات، مع الأخذ في الاعتبار بعض المعلومات للحصول على ناتج ذي قيمة، وقد اعتاد العلماء على الإيمان بالذّكاء الفرديّ، ولكن منذ أن تناول الدّكتور “غاردنر” هذه المسألة في كتابه “أطر العقل” تغيّر مفهوم الذّكاء، وأشار إلى أنّ كلّ شخص لديه أنواع مختلفة من الذّكاءات، ولكنّنا إذا حدّدنا واحدا منها فقد يصبح الشّخص قويّا بشكل خاصّ في مجال معيّن، مثل الذّكاء الموسيقي فمن المرجّح أنّه يمتلك مجموعة من القدرات.
تنص نظرية الدكتور “هوارد جاردنر” على أنّ هناك سبعة أنواع من الذّكاءات الّتي تعمل معا أثناء تعلّم موضوع ما: الموسيقيّ الإيقاعيّ، اللّغويّ اللّغويّ، المنطقيّ الرّياضيّ، الموسيقيّ، الجسديّ، المكانيّ بين الأشخاص، والشّخصيّ.
ي مدارسنا، نعتمد في الغالب على نمط واحد كالذّكاء اللّفظيّ، وعلى الرّغم من أنّه قد يكون هناك الكثير من الطّلّاب الّذين يعالجون المعلومات بنوع مختلف تماما من الذّكاء، ولكنّنا نفرض عليهم طريقة واحدة للتّعلّم، ويعتقد الدّكتور “جاردنر” أنّ الغرض من المدارس يجب أن يكون مساعدة الطّلاب على تطوير ذكائهم، وأنّهم يعلّمونهم بالطّريقة الّتي تناسب أسلوبهم على أفضل وجه، يجب أن يكون لتطوير الذّكاءات ومساعدة النّاس

ف وينصح “غاردنر” المعلّمين بفهم واستخدام أساليب التّعلّم هذه في الفصول الدّراسيّة، وخاصّة للأعمار الصّغيرة من المرحلة الابتدائيّة إلى المدرسة الثّانويّة، بغض النّظر عن الموضوع الّذي يتمّ تدريسه الفنون أو العاملين في المجال الإنسانيّ أو العلوم أو التّاريخ أو الرّياضيّات يجب تقديمه بطرق متعدّدة للطّلّاب وبهذه الطّريقة يمكن للجميع اختيار الموضوع بأسلوبهم المفضّل.
على الرّغم من أنّه قد يكون هناك تداخل بين الذّكاءات المتعدّدة وأنماط التّعلّم، إلّا أنّها ليست متطابقة تماما الذّكاءات المتعدّدة مقابل أنماط التّعلّم: مرتبطة ولكنّها ليست متماثلة وعلى الرّغم من أنّه يمكن استخدام كلا المصطلحين بالتّبادل إلّا أنّهما ليسا متطابقين تماما.
وفقًا لخبرة التّدريس فإنّهم يعرّفون أساليب التّعلّم على أنّها “الطّريقة الّتي يفضّل بها البشر التّركيز على المعلومات الجديدة والصّعبة وتخزينها وتذكّرها”.
أمّا بالنّسبة للذّكاء المتعدّد، فهو بالأحرى إطار نظريّ لفهم وتقييم أنواع مختلفة من الذّكاء.
لقد ساعدتنا نظرية الذّكاءات المتعدّدة في فهم وقوف العلم وراء الأنواع المختلفة لأساليب التّعلّم، وأعطانا مفهوم الذّكاءات المتعدّدة القدرة على فهم سيكولوجيّة كلّ نمط تعلّم، ولماذا يتعلّم بعض الطّلّاب بشكل أفضل بهذه الطّريقة أكثر من غيرهم، كما غيّرت المعايير الّتي استخدمها المعلّمون لتقييم طلابهم.
اقرا المزيد حول 5 طرق يمكن لتعليم المونتيسوري أن يزيد فيها من قدرات الطّلّاب الفريدة
ثانيا: ما هي أنماط التّعلّم؟
هناك سبعة أساليب تعلّم تعتمد على أنواع مختلفة من الذّكاءات، يستخدم معظم الطّلّاب مزيجا منهم، لكنّهم يتعلّمون بشكل أسرع من خلال نمط واحد أو اثنين.
التّعلّم المرئيّ

وهو التعلّم القائم على الصّور حيث يتعلّم المتعلّمون في الغالب عن طريق الصّور، ويفضّل الطّلّاب من هذا النّوع من أسلوب التّعلّم عندما يتمّ تقديم المعلومات إليهم بتنسيق مرئيّ، بدلاً من الكتابة أو التّحدّث، وهذا النّوع من التّعلّم مناسب للطّلّاب ذوي الذّاكرة البصريّة، يمكن للمتعلّمين المرئيّين استخدام العناصر واستهلاك المعرفة بأشكال مختلفة؛ كالرّسوم البيانيّة أو المخطّطات أو الخرائط أو الرّسوم البيانيّة أو غيرها من أشكال التّحفيز البصريّ.
أهمّ العناصر الّتي يمكنك تضمينها في خطّة تدريسك:
- الرّسوم البيانيّة والخرائط الذّهنيّة والجداول.
- الصّور والرّسوم التّوضيحيّة.
- موادّ الفيديو.
- الفروق والتّصنيف على أساس اللّون.
التّعلّم السّمعيّ
وهو التّعلّم القائم على الصّوت: يستجيب طلاب أسلوب التّعلّم هذا بشكل أفضل للموادّ الصّوتيّة، والصّوت بشكل عامّ فهم قادرون على فهم المعلومات واسترجاعها عندما يستمعون إليها.
أهمّ العناصر الّتي يجب تضمينها في خطّة تدريسك:
- كتاب صوتيّ وموادّ دراسيّة صوتيّة.
- نمط إيقاعيّ منطوق للمعلومات.
- موسيقى
التّعلّم اللّفظيّ
التّعلّم القائم على اللّغة والنّطق والتّرديد. ينتمي هذا النّوع من الطّلّاب إلى مجموعات المناقشة ويلعب الاتّصال دورا كبيرا في هذا الأمر.
يستمتعون بإجراء المناقشات واستخدام اللّغة نفسها.
أهمّ العناصر التي يجب تضمينها في خطّة تدريسك:
- مناقشة جماعيّة.
- العروض التّقديميّة.
- قصص وسيناريوهات لهم.
- الشّخصيّات تلعب الأدوار.
التّعلّم البدنيّ الحركيّ:
بالنّسبة لبعض الطّلّاب، فالمفتاح هو التّفاعل الماديّ مع الأشياء من حولهم، يتعلّمون من خلال العمل، ومن خلال القيام بشيء ما، ومن خلال تجربة الأشياء الماديّة بدلاً من مجرّد الجلوس والاستماع إلى محاضرة.
أهمّ العناصر الّتي يجب تضمينها في تدريسك:
- قم بتضمين الألغاز.
- تحضير الأنشطة خارج الحرم الجامعيّ أو خارج الفصل الدّراسيّ.
التّعلّم المنطقيّ أو الرّياضيّ:
يفضّل الطّلّاب الّذين يتمتّعون بقدرات تعلّم منطقيّة ربط الأشياء معًا والعثور على الأنماط وحلّ المشكلات بطريقة منهجيّة ومنطقيّة، إنّهم مهتمّون أكثر بأسباب حدوث الأشياء وكيف تتغيّر.
أهم العناصر الّتي يجب تضمينها في تدريسك:
- الألغاز.
- اقترح أسئلة مفتوحة.
- عرض توضيحيّ لمنطقة التّقاطع بين موضوعين أو أكثر.
التّعلّم الاجتماعيّ بين الأشخاص:
يفضّل هؤلاء الطّلّاب التّعلّم على أساس التّفاعل البشريّ، من خلال مناقشات جماعيّة ومشاركة القصص والخبرات.
أهمّ العناصر الّتي يجب تضمينها في تدريسك:
- مناقشة جماعيّة.
- لعب الأدوار بين المعلّمين والطّلّاب.
التّعلّم الفرديّ:
هذا النّمط من التّعلّم، على عكس السّابق يتعلّم الطّلّاب المزيد عن أنفسهم، غالبا ما يكون الطّلّاب الّذين يتّبعون أسلوب التّعلّم هذا منطوين ولا يحبّون التّفاعل البشريّ.
أهمّ العناصر الّتي يجب تضمينها في تدريسك:
- مجلّات الطّلّاب.
- الأنشطة الفرديّة للّاعب الواحد.
اقرأ المزيد من المعلومات عن طرق تحسين أداء الطلاب في المدارس .
ثالثا: زبدة الأفكار
يمتلك الطّلّاب أساليب تعلّم مختلفة، حيث يتماشى كلّ نمط مع نوع الذّكاء الخاصّ بهم، فقد يستهلكون المعرفة بأكثر من أسلوب واحد، لكنّهم يتعلّمون بشكل أسرع بأسلوب رئيسيّ واحد، وبصفتك مدرّسًا فيجب أن تفهم نوع ذكاء الطّالب أو طفلك وتنسق ذلك مع أسلوب التّدريس الأكثر ملائمة له.